صحيفة ليبية: توشكى كانت بحيرة ضخمة منذ 100 ألف عام

اكدت دراسات وأبحاث الموارد المائية بجهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعى فى ليبيا، ببحث أمريكى يؤكد أن بحيرة ضخمة قديمة كانت موجودة فى منطقة توشكى بجنوب مصر منذ آلاف السنين قبل أن تطمرها العوامل الجيولوجية.

ونقلت صحيفة ( قورينا) الليبية، اليوم، عن الجازوى رئيس القسم قوله إن مركز البيانات والدراسات والأبحاث بجهاز "مشروع النهر الصناعى" قد تابع بشكل وثيق ما ينشر فى المجلات والدوريات العلمية من معلومات واكتشافات عن مصادر المياه لاسيما ذات العلاقة بليبيا.. معربا عن اعتقاده بأن نهر النيل لعب دورا كبيرا فى التحكم فى مساحتها من حيث الاتساع والانكماش تبعا للظروف المناخية التى مرت بها هذه المنطقة خلال ربع المليون عام الماضية.

وأشار الجازوى إلى أن المصادفة وكذلك عدم الاستخفاف بالمعلومة مهما كان نوعها هو ما أدى إلى هذا الاكتشاف حيث نقل بحث للعالم الجيولوجى والباحث بمتحف سميث سونيان الوطنى لدراسات الأرض والفضاء بواشنطن تيد ماكسويل، بأن تحاليل أنظمة التصريف المائية الصحراوية الحالية والمستقاة من صور المكوك الفضائى (ايندوفر) بينت أن منطقة توشكى الصحراوية التى تغطيها الرمال حاليا، كانت فيما مضى ومنذ
أكثر من مائة ألف موطنا لبحيرة ضخمة يضاهى حجمها حجم إحدى البحيرات الضخمة بالولايات المتحدة.

وجاء فى البحث، حسب الصحيفة، أن صور الرادار عالية الوضوح أكدت وجود بحيرة ضخمة كانت تمتد على عدة مئات من الكيلومترات غربى وادى النيل فى قلب الصحراء المصرية، تفوق مساحتها مساحة بحيرة "أيرى" العظمى بالولايات المتحدة، تعود نشأتها إلى حوالى 250 ألف عام مضت.

وقد عاصرت هذه البحيرة فترات من التذبذب من حيث الاتساع والانكماش تبعا للظروف المناخية التى مرت بها، حتى جفت ونضبت نهائيا منذ حوالى 80 ألف عام.

وقد لاحظ الباحث سميث سونيان وجود منطقة منخفضة بمنطقة توشكى تتجمع فيها المياه بعد فيضان النيل، تمتد من الشمال إلى الجنوب لحوالى 350 كم حتى حدود السودان الحالية، وقد بلغت مساحة بحيرة توشكى أقصى امتداد لها لتغطى أكثر من 68 ألف كم مربع.

وذكر ماكسويل فى بحثه أن المنطقة كانت تتلقى فى ذلك الوقت كميات أمطار أكثر مما تتلقاه اليوم وكانت مغطاة بغطاء نباتى كثيف، حيث تحكمت كميات الأمطار الغزيرة التى كانت تهطل على المرتفعات الجنوبية حيث منبع نهر النيل، فى تمدد واتساع مساحة البحيرة، وقد مرت المنطقة بفترات من الهطول الغزير والجفاف الشديد مما أدى إلى تذبذب مساحتها بين الاتساع والانكماش على مدى عدة آلاف من الأعوام.

ومنذ ذلك الحين طمرت ودفنت رياح الصحراء وعوامل التعرية الجيولوجية المختلفة معظم هذه المنطقة، وفى رحلة حقلية مزمعة فى الصيف القادم سيقوم مجموعة من علماء الآثار بدراسة وفحص الشواطئ القديمة فى ارتفاعات معينة تم تحديدها من هذه البحيرة.

وذكر الجيولوجى محمد عبد السلام بجامعة ميسورى للعلوم والتقنية، أن دراسات أخرى دللت على وجود بحيرات ضخمة فى تشاد وليبيا والسودان فى مواقع مختلفة تكونت خلال الــ 250 ألف عام الماضية، إلا أن هذه الدراسة استهدفت بحيرة توشكى القديمة الواقعة جنوب مصر على بعد 400 كم غرب وادى النيل.



[/size]