- toka mohamedأميرة EDUMEDIA
- رسالة sms :
اسم الدولة : الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 535
عدد المواضيع : 689
تاريخ الميلاد : 10/04/1997
تاريخ التسجيل : 10/11/2010
العمر : 27
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : ممتاز
تعاليق : I LOVE EDUMEDIA
أعمال ثوابها كقيام الليل
السبت 11 يونيو 2011 - 16:39
أعمال ثوابها كقيام الليل الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة للإثم) ([1]) .
وكان السلف رحمهم الله تعالى بل
وأجدادنا إلى عهد قريب لا يفرطون في قيام الليل ، أما في هذا العصر فقد
انقلب ليل كثير من الناس إلى نهار وسهر ، وفوتوا عليهم لذة مناجاة الله
تعالى بالليل ، ووصل تفريطهم إلى ترك صلاة الفجر .
فعندما زار طاووس بن كيسان رحمه الله تعالى رجلا في السحر فقالوا : هو نائم ، قال : ما كنت أرى أن أحدا ينام في السحر ([2]) ، فلو زارنا طاووس بن كيسان رحمه الله تعالى اليوم فماذا عساه أن يقول عنا يا ترى ؟
إن من رحمة الله عز وجل بعباده ،
أنه وهبهم أعمالا يسيرة يعدل ثوابها قيام الليل ، فمن فاته قيام الليل أو
عجز عنه فلا يُفوت عليه هذه الأعمال لتثقيل ميزانه ، وهذه ليست دعوة
للتقاعس عن قيام الليل ، إذ لم يفهم سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى ذلك ،
بل كانوا ينشطون في كل ميادين الخير .
كما أن النبي r قد دل صحابته الكرام على بعض الأعمال السهلة لمن لم يستطع مجاهدة نفسه على قيام الليل ، رغبة منه r في حثنا على فعل الخير لتكثير حسناتنا ، حيث روى أبو أمامة الباهلي t قال : قال رسول الله r : (من هاله الليل أن يكابده
، أو بخل بالمال أن ينفقه ، أو جبن عن العدو أن يقاتله ، فليكثر من سبحان
الله وبحمده ، فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل) ([3] ) .
والأحاديث التي سأوردها إنما هي فضائل أعمال ثوابها كقيام الليل ، أهداها لنا رسولنا r لزيادة حسناتنا وتثقيل ميزاننا ، فحري بنا العمل بها والتي من أهمها :
(1) أداء صلاة العشاء والفجر في جماعة
عن عثمان بن عفان t أنه قال : قال رَسُول اللَّهِ r
: (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ
، وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ
لَيْلَةٍ) ([4]) .
لذلك ينبغي الحرص على أداء الفرائض
في المساجد جماعة ، وأن لا نفوتها البتة لعظم أجرها ، خصوصا العشاء والفجر ،
فهما أثقل الصلوات على المنافقين ، ولو يعلمون ما فيهما من أجر لأتوهما
ولو حبوا كما أخبر بذلك النبي r ، ومن ثوابهما أن لكل واحد منهما ثواب قيام نصف ليلة .
(2) أداء أربع ركعات قبل صلاة الظهر
عن أبي صالح رحمه الله تعالى مرفوعا مرسلا أن النبي r قال : (أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ يَعْدِلْنَ بِصَلاَةِ السَّحَرِ) ([5]) .
ومن مزايا هذه الركعات الأربع أنها تُفتح لها أبواب السماء ، لما رواه أبو أيوب الأنصاري t أن النبي r قال : (أربع قبل الظهر تفتح لهن أبواب السماء) ([6]) .
ولهذا كان النبي r يحرص كل
الحرص على أداء هذه الركعات ، وإذا فاتته لأي ظرف طارئ قضاها بعد الفريضة
ولا يتركها ، حيث روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كان إذا لم يُصلِّ
أربعا قبل الظهر ، صلاهن بعدها ([7]) ، وفي رواية أخرى قالت : كانإذافاتهالأربع قبل الظهر صلاها بعد الظهر ([8]) .
ولذلك من فاته صلاة الأربع ركعات ،
أو لم يتمكن من أدائها لظروف عمله ؛ مثل بعض المعلمين فلا حرج من قضائها
بعد انتهاء عمله ورجوعه إلى منزله .
قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى : وَالْحَدِيثُ
يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى السُّنَنِ الَّتِي
قَبْلَ الْفَرَائِضِ ، وَعَلَى اِمْتِدَادِ وَقْتِهَا إِلَى آخِرِ وَقْتِ
الْفَرِيضَةِ ، وَذَلِكَ لأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ أَوْقَاتُهَا تَخْرُجُ
بِفِعْلِ الْفَرَائِضِ لَكَانَ فِعْلُهَا بَعْدَهَا قَضَاءً وَكَانَتْ
مُقَدَّمَةً عَلَى فِعْلِ سُنَّةِ الظُّهْرِ , وَقَدْ ثَبَتَ فِي حَدِيثِ
الْبَابِ أَنَّهَا تُفْعَلُ بَعْدَ رَكْعَتَيْ الظُّهْرِ, ذَكَرَ مَعْنَى
ذَلِكَ الْعِرَاقِيُّ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ .
اهـ ([9]) .
(3) أداء صلاة التراويح كلها مع الإمام
عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغفاري t قَالَ : صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r
رَمَضَانَ ، فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنْ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِيَ
سَبْعٌ ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا كَانَتْ
السَّادِسَةُ لَمْ يَقُمْ بِنَا ، فَلَمَّا كَانَتْ الْخَامِسَةُ قَامَ
بِنَا حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
لَوْ نَفَّلْتَنَا قِيَامَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، قَالَ : فَقَالَ : (إِنَّ
الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ
قِيَامُ لَيْلَةٍ) ([10]) .
وهذا أمر ينبه عليه كثير من أئمة المساجد في رمضان ، فتراهم
يحثون المصلين على أداء صلاة التراويح كاملة مع الإمام ، ولكن البعض
يتقاعس عن هذه الشعيرة التي أصبحت تميز شهر رمضان عن بقية الشهور ، وقد قال
عنها النبي r : (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) ([11]).
وكذلك الحال مع ليلة القدر ؛ فقيامها يفضل على قيام ألف شهر ، لقوله عز وجل ]لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ[ ، فالعجب كل العجب ممن يفرط في هذه الليلة العظيمة .
(4) قراءة مئة آية في الليل
عَنْ تَمِيمٍ الداريّ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: (مَنْ قَرَأَ بِمِئَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ) ([12]) .
وقراءة مئة آية أمر سهل لن يقتطع من
وقتك أكثر من عشر دقائق ، ويمكن أن تدرك هذا الفضل إن كان وقتك ضيقا
بقراءة أول أربع صفحات من سورة الصافات مثلا ، أو قراءة سورة القلم والحاقة
.
وإذا فاتك قراءتها بالليل فاقضها ما بين صلاة الفجر إلى
صلاة الظهر ، ولا تكسل عنها ، تدرك ثوابها بإذن الله تعالى ؛ لما رواه عمر
بْنُ الْخَطَّابِ t قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r
: (مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ ، فَقَرَأَهُ فِيمَا
بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا
قَرَأَهُ مِنْ اللَّيْلِ) ([13]) .
قال المباركفوري رحمه الله تعالى معلقا على حديث عمر بن الخطاب t
: وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ اِتِّخَاذِ وِرْدٍ فِي
اللَّيْلِ ، وَعَلَى مَشْرُوعِيَّةِ قَضَائِهِ إِذَا فَاتَ لِنَوْمٍ أَوْ
لِعُذْرٍ مِنْ الأَعْذَارِ , وَأَنَّ مَنْ فَعَلَهُ مَا بَيْنَ صَلاةِ
الْفَجْرِ إِلَى صَلاةِ الظُّهْرِ ، كَانَ كَمَنْ فَعَلَهُ فِي اللَّيْلِ ،
وَقَدْ ثَبَتَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيِّ
وَغَيْرِهِمَا أَنَّ النَّبِيَّ r كَانَ إِذَا مَنَعَهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ صَلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً اهـ ([14]) .
ولعل هذا الحديث يستحثك على أن يكون لك ورد يومي من القرآن خصوصا بالليل .
ألا تعلم بأن النبي r حثنا على قراءة عشر آيات على الأقل بالليل كي لا نكتب من الغافلين؟
فقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : (من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ، ومن قام بمئة آية كُتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كُتب من المقنطرين)([15]) .
فهل نحرص على قراءة كتاب الله عز وجل؟ ينبغي أن لا يكون ختمنا له مقتصرا على شهر رمضان فحسب ، وإنما يكون ذلك طوال العام .
ولعل الحرص على قراءة مئة آية يوميا للحصول على ثواب قيام ليلة انطلاقة مباركة لحثنا على ملازمة كتاب الله عز وجل .
(5) قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في الليل
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ t قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ r : (مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ) ([16]) .
قال النووي رحمه الله تعالى : قِيل : مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ
مِنْ قِيَام اللَّيْل ، وَقِيلَ : مِنْ الشَّيْطَان, وَقِيلَ : مِنْ
الآفَات, وَيَحْتَمِل مِنْ الْجَمِيع اهـ ([17]) .
وأيَّد ابن حجر رحمه الله تعالى هذا الرأي قائلا : وَعَلَى
هَذَا فَأَقُول : يَجُوز أَنْ يُرَاد جَمِيع مَا تَقَدَّمَ وَاللَّهُ
أَعْلَم ، وَالْوَجْه الأَوَّل ورد صَرِيحًا مِنْ طَرِيق عَاصِم عَنْ
عَلْقَمَة عَنْ أَبِي مَسْعُود رَفَعَهُ : "مَنْ قَرَأَ خَاتِمَة
الْبَقَرَة أَجْزَأَتْ عَنْهُ قِيَام لَيْلَة" اهـ ([18]) .
إن قراءة هاتين الآيتين أمر سهل جدا
ومعظم الناس يحفظونهما ولله الحمد ، فحري بالمسلم المحافظة على قراءتها كل
ليلة ، ولا ينبغي الاقتصار على ذلك لسهولته وترك بقية الأعمال الأخرى التي
ثوابها كقيام الليل ؛ لأن المؤمن هدفه جمع أكبر قدر ممكن من الحسنات ، كما
أنه لا يدري أي العمل سيُقبل منه .
قال عبد الله بن عمير رحمه الله
تعالى : لا تقنعن لنفسك باليسير من الأمر في طاعة الله عز وجل كعمل المهين
الدنيء ، ولكن اجتهد فعل الحريص الحفي اهـ ([19]) .
(6) حسن الخلق
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ : (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ) ([20]) .
قال أبو الطيب محمد شمس الدين آبادي رحمه الله تعالى :
وَإِنَّمَا أُعْطِيَ صَاحِب الْخُلُق الْحَسَن هَذَا الْفَضْل الْعَظِيم ؛
لِأَنَّ الصَّائِم وَالْمُصَلِّي فِي اللَّيْل يُجَاهِدَانِ أَنْفُسهمَا
فِي مُخَالَفَة حَظّهمَا , وَأَمَّا مَنْ يُحْسِن خُلُقه مَعَ النَّاس مَعَ
تَبَايُن طَبَائِعهمْ وَأَخْلَاقهمْ ، فَكَأَنَّهُ يُجَاهِد نُفُوسًا
كَثِيرَة ، فَأَدْرَكَ مَا أَدْرَكَهُ الصَّائِم الْقَائِم فَاسْتَوَيَا
فِي الدَّرَجَة ، بَلْ رُبَّمَا زَادَ اهـ ([21]) .
وحسن الخلق يكون بتحسين المعاملة مع الناس وكف الأذى عنهم .
إن المرء لم يُعط بعد الإيمان شيئا خيرا من خلق حسن ، ولقد كان النبي r يسأل ربه عز وجل أحسن الأخلاق ، حيث روى جابر بن عبد الله t أن النبي r كان إذا استفتح الصلاة كبر ثم قال : (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق ، لا يقي سيئها إلا أنت) ([22]) .
وكذلك يفعل r كلما نَظَرَ في المِرآة ، حيث روى ابن مسعود t قال : كان رسول اللّه r إذا نظر في المرآة قال : (اللهم كما حسنت خَلْقِي فحسن خُلُقِي) ([23]) .
وصاحب الخلق الحسن من أحب الناس إلى رسول الله r وأقربهم إليه مجلسا يوم القيامة ، روى لنا ذلك جابر t أن رسول الله r قال : (إن من أحبكم إلي ، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؛ أحاسنكم أخلاقا) ([24]) .
وسيجعل الله عز وجل لصاحب الخلق الحسن قصرا في أعلى الجنة ؛ لعظم ثوابه وتكريما له ؛ لما رواه أبو أُمَامَةَ الباهلي t أن رسول الله r
قال : (أنا زَعِيمٌ ببيت في رَبَضِ الجنة لمن ترك الْمِرَاءَ وإن كان محقا
، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة
لمن حَسَّنَ خُلُقَهُ ) ([25]) .
وينبغي أن لا يكون حسن خلقك مقصورا
على الأباعد من الناس فقط وتنسى أقرب الناس إليك ، وإنما أن يمتد أيضا إلى
والديك وأفراد أسرتك ، فبعض الناس تراه مرحا وسيع الصدر ودمث الأخلاق مع
الناس ولكنه على خلاف ذلك مع أهله وأولاده .
(7) السعي في خدمة الأرملة والمسكين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ r
: (السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ ؛ كَالْمُجَاهِدِ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ) ([26]) .
ويمكن أن تكسب هذا الثواب الجزيل ، لو سعيت في خدمة فقير ، فقدمت أوراقه لجمعية خيرية مثلا ليدرسوا حالته ويعطوه حاجته .
كما يمكن أن تكسب هذا الثواب العظيم
، لو سعيت في خدمة أرملة ، وهي التي مات عنها زوجها ، فتقضي حوائجها ،
وهذا ليس بالأمر العسير ، لأنك لو فتشت في أهل قرابتك ستجد البعض ممن مات
عنها زوجها من عمة أو خالة أو جدة ، فبخدمتها وشراء حاجياتها تكسب ثواب
الجهاد أو قيام الليل .
(8) المحافظة على بعض آداب الجمعة
عن أوْس بْن أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ t قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r
يَقُولُ : (مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ بَكَّرَ
وَابْتَكَرَ ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ ، وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ ،
فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ ؛
أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا) ([27]) .
فخطوة واحدة إلى الجمعة ممن أدى هذه
الآداب لا يعدل ثوابها قيام ليلة أو أسبوع أو شهر ، وإنما يعدل سنة كاملة ،
فتأمل في عظم هذا الثواب .
وهذه الآداب تتمثل في الاغتسال ليوم
الجمعة والتبكير والمشي إليها ، والدنو من الإمام ، وعدم الابتعاد إلى
الصفوف الأخيرة ، وحسن الاستماع للخطبة ، وعدم العبث واللغو .
ولنعلم أن أي عبث أثناء الخطبة
يُعدُّ لغوا ، ومن لغا فلا جمعة له ، فمن مس الحصى فقد لغا ، ومن قال صه
فقد لغا : أي من قال لصاحبه أو ابنه الصغير : اسكت فقد لغا ، ومن عبث
بسبحته أو جواله أو بأي شيء أثناء الخطبة فقد لغا .
فلا ينبغي التفريط بآداب الجمعة البتة كي لا تخسر هذا الثواب العظيم الذي سيثقل ميزانك كثيرا ، ويمنحك ثواب قيام سنوات كثيرة .
(9) رباط يوم وليلة في سبيل الله عز وجل
روى سلمان الفارسي t قال : سمعت رسول الله r يقول : (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأُجري عليه رزقه ، وأمِنَ الفتَّان) ([28]) ، والفتَّان هو فتنة القبر .
(10) أن تنوي قيام الليل قبل النوم
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ t ، يرفعه إلى النبي r
قَالَ : (مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي مِنْ
اللَّيْلِ ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى أَصْبَحَ ، كُتِبَ لَهُ مَا
نَوَى ، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ) ([29]) .
أرأيت أهمية النية وأنها تجري مجرى
العمل ؟ لذلك ندرك خطورة من ينام وهو لا ينوي أداء صلاة الفجر في وقتها ،
وإنما تراه يضبط المنبه على وقت العمل أو المدرسة ، فهذا إنسان مصر على
ارتكاب كبيرة من الكبائر ، فلو مات عليها ساءت خاتمته عياذا بالله .
أما من نوى قيام الفجر وبذل أسباب ذلك ثم لم يقم ، فلا لوم عليه ؛ لأنه ليس في النوم تفريط ، وإنما التفريط في اليقظة .
(11) أن تُعلِّم غيرك الأعمال التي ثوابها كقيام الليل
فإن تعليمك
الناس للأعمال التي ثوابها كقيام الليل وسيلة أخرى تنال بها ثواب قيام
الليل ، فالدال على الخير كفاعله ، فكن داعية خير وانشر هذه المعلومات تكسب
ثوابا بعدد من تعلم منك وعَمِلَ به.
وكان السلف رحمهم الله تعالى بل
وأجدادنا إلى عهد قريب لا يفرطون في قيام الليل ، أما في هذا العصر فقد
انقلب ليل كثير من الناس إلى نهار وسهر ، وفوتوا عليهم لذة مناجاة الله
تعالى بالليل ، ووصل تفريطهم إلى ترك صلاة الفجر .
فعندما زار طاووس بن كيسان رحمه الله تعالى رجلا في السحر فقالوا : هو نائم ، قال : ما كنت أرى أن أحدا ينام في السحر ([2]) ، فلو زارنا طاووس بن كيسان رحمه الله تعالى اليوم فماذا عساه أن يقول عنا يا ترى ؟
إن من رحمة الله عز وجل بعباده ،
أنه وهبهم أعمالا يسيرة يعدل ثوابها قيام الليل ، فمن فاته قيام الليل أو
عجز عنه فلا يُفوت عليه هذه الأعمال لتثقيل ميزانه ، وهذه ليست دعوة
للتقاعس عن قيام الليل ، إذ لم يفهم سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى ذلك ،
بل كانوا ينشطون في كل ميادين الخير .
كما أن النبي r قد دل صحابته الكرام على بعض الأعمال السهلة لمن لم يستطع مجاهدة نفسه على قيام الليل ، رغبة منه r في حثنا على فعل الخير لتكثير حسناتنا ، حيث روى أبو أمامة الباهلي t قال : قال رسول الله r : (من هاله الليل أن يكابده
، أو بخل بالمال أن ينفقه ، أو جبن عن العدو أن يقاتله ، فليكثر من سبحان
الله وبحمده ، فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عز وجل) ([3] ) .
والأحاديث التي سأوردها إنما هي فضائل أعمال ثوابها كقيام الليل ، أهداها لنا رسولنا r لزيادة حسناتنا وتثقيل ميزاننا ، فحري بنا العمل بها والتي من أهمها :
(1) أداء صلاة العشاء والفجر في جماعة
عن عثمان بن عفان t أنه قال : قال رَسُول اللَّهِ r
: (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ
، وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ
لَيْلَةٍ) ([4]) .
لذلك ينبغي الحرص على أداء الفرائض
في المساجد جماعة ، وأن لا نفوتها البتة لعظم أجرها ، خصوصا العشاء والفجر ،
فهما أثقل الصلوات على المنافقين ، ولو يعلمون ما فيهما من أجر لأتوهما
ولو حبوا كما أخبر بذلك النبي r ، ومن ثوابهما أن لكل واحد منهما ثواب قيام نصف ليلة .
(2) أداء أربع ركعات قبل صلاة الظهر
عن أبي صالح رحمه الله تعالى مرفوعا مرسلا أن النبي r قال : (أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ يَعْدِلْنَ بِصَلاَةِ السَّحَرِ) ([5]) .
ومن مزايا هذه الركعات الأربع أنها تُفتح لها أبواب السماء ، لما رواه أبو أيوب الأنصاري t أن النبي r قال : (أربع قبل الظهر تفتح لهن أبواب السماء) ([6]) .
ولهذا كان النبي r يحرص كل
الحرص على أداء هذه الركعات ، وإذا فاتته لأي ظرف طارئ قضاها بعد الفريضة
ولا يتركها ، حيث روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كان إذا لم يُصلِّ
أربعا قبل الظهر ، صلاهن بعدها ([7]) ، وفي رواية أخرى قالت : كانإذافاتهالأربع قبل الظهر صلاها بعد الظهر ([8]) .
ولذلك من فاته صلاة الأربع ركعات ،
أو لم يتمكن من أدائها لظروف عمله ؛ مثل بعض المعلمين فلا حرج من قضائها
بعد انتهاء عمله ورجوعه إلى منزله .
قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى : وَالْحَدِيثُ
يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى السُّنَنِ الَّتِي
قَبْلَ الْفَرَائِضِ ، وَعَلَى اِمْتِدَادِ وَقْتِهَا إِلَى آخِرِ وَقْتِ
الْفَرِيضَةِ ، وَذَلِكَ لأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ أَوْقَاتُهَا تَخْرُجُ
بِفِعْلِ الْفَرَائِضِ لَكَانَ فِعْلُهَا بَعْدَهَا قَضَاءً وَكَانَتْ
مُقَدَّمَةً عَلَى فِعْلِ سُنَّةِ الظُّهْرِ , وَقَدْ ثَبَتَ فِي حَدِيثِ
الْبَابِ أَنَّهَا تُفْعَلُ بَعْدَ رَكْعَتَيْ الظُّهْرِ, ذَكَرَ مَعْنَى
ذَلِكَ الْعِرَاقِيُّ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ .
اهـ ([9]) .
(3) أداء صلاة التراويح كلها مع الإمام
عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغفاري t قَالَ : صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r
رَمَضَانَ ، فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنْ الشَّهْرِ حَتَّى بَقِيَ
سَبْعٌ ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا كَانَتْ
السَّادِسَةُ لَمْ يَقُمْ بِنَا ، فَلَمَّا كَانَتْ الْخَامِسَةُ قَامَ
بِنَا حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
لَوْ نَفَّلْتَنَا قِيَامَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، قَالَ : فَقَالَ : (إِنَّ
الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ
قِيَامُ لَيْلَةٍ) ([10]) .
وهذا أمر ينبه عليه كثير من أئمة المساجد في رمضان ، فتراهم
يحثون المصلين على أداء صلاة التراويح كاملة مع الإمام ، ولكن البعض
يتقاعس عن هذه الشعيرة التي أصبحت تميز شهر رمضان عن بقية الشهور ، وقد قال
عنها النبي r : (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) ([11]).
وكذلك الحال مع ليلة القدر ؛ فقيامها يفضل على قيام ألف شهر ، لقوله عز وجل ]لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ[ ، فالعجب كل العجب ممن يفرط في هذه الليلة العظيمة .
(4) قراءة مئة آية في الليل
عَنْ تَمِيمٍ الداريّ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: (مَنْ قَرَأَ بِمِئَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ) ([12]) .
وقراءة مئة آية أمر سهل لن يقتطع من
وقتك أكثر من عشر دقائق ، ويمكن أن تدرك هذا الفضل إن كان وقتك ضيقا
بقراءة أول أربع صفحات من سورة الصافات مثلا ، أو قراءة سورة القلم والحاقة
.
وإذا فاتك قراءتها بالليل فاقضها ما بين صلاة الفجر إلى
صلاة الظهر ، ولا تكسل عنها ، تدرك ثوابها بإذن الله تعالى ؛ لما رواه عمر
بْنُ الْخَطَّابِ t قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r
: (مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ ، فَقَرَأَهُ فِيمَا
بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا
قَرَأَهُ مِنْ اللَّيْلِ) ([13]) .
قال المباركفوري رحمه الله تعالى معلقا على حديث عمر بن الخطاب t
: وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ اِتِّخَاذِ وِرْدٍ فِي
اللَّيْلِ ، وَعَلَى مَشْرُوعِيَّةِ قَضَائِهِ إِذَا فَاتَ لِنَوْمٍ أَوْ
لِعُذْرٍ مِنْ الأَعْذَارِ , وَأَنَّ مَنْ فَعَلَهُ مَا بَيْنَ صَلاةِ
الْفَجْرِ إِلَى صَلاةِ الظُّهْرِ ، كَانَ كَمَنْ فَعَلَهُ فِي اللَّيْلِ ،
وَقَدْ ثَبَتَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيِّ
وَغَيْرِهِمَا أَنَّ النَّبِيَّ r كَانَ إِذَا مَنَعَهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ صَلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً اهـ ([14]) .
ولعل هذا الحديث يستحثك على أن يكون لك ورد يومي من القرآن خصوصا بالليل .
ألا تعلم بأن النبي r حثنا على قراءة عشر آيات على الأقل بالليل كي لا نكتب من الغافلين؟
فقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : (من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ، ومن قام بمئة آية كُتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كُتب من المقنطرين)([15]) .
فهل نحرص على قراءة كتاب الله عز وجل؟ ينبغي أن لا يكون ختمنا له مقتصرا على شهر رمضان فحسب ، وإنما يكون ذلك طوال العام .
ولعل الحرص على قراءة مئة آية يوميا للحصول على ثواب قيام ليلة انطلاقة مباركة لحثنا على ملازمة كتاب الله عز وجل .
(5) قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في الليل
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ t قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ r : (مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ) ([16]) .
قال النووي رحمه الله تعالى : قِيل : مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ
مِنْ قِيَام اللَّيْل ، وَقِيلَ : مِنْ الشَّيْطَان, وَقِيلَ : مِنْ
الآفَات, وَيَحْتَمِل مِنْ الْجَمِيع اهـ ([17]) .
وأيَّد ابن حجر رحمه الله تعالى هذا الرأي قائلا : وَعَلَى
هَذَا فَأَقُول : يَجُوز أَنْ يُرَاد جَمِيع مَا تَقَدَّمَ وَاللَّهُ
أَعْلَم ، وَالْوَجْه الأَوَّل ورد صَرِيحًا مِنْ طَرِيق عَاصِم عَنْ
عَلْقَمَة عَنْ أَبِي مَسْعُود رَفَعَهُ : "مَنْ قَرَأَ خَاتِمَة
الْبَقَرَة أَجْزَأَتْ عَنْهُ قِيَام لَيْلَة" اهـ ([18]) .
إن قراءة هاتين الآيتين أمر سهل جدا
ومعظم الناس يحفظونهما ولله الحمد ، فحري بالمسلم المحافظة على قراءتها كل
ليلة ، ولا ينبغي الاقتصار على ذلك لسهولته وترك بقية الأعمال الأخرى التي
ثوابها كقيام الليل ؛ لأن المؤمن هدفه جمع أكبر قدر ممكن من الحسنات ، كما
أنه لا يدري أي العمل سيُقبل منه .
قال عبد الله بن عمير رحمه الله
تعالى : لا تقنعن لنفسك باليسير من الأمر في طاعة الله عز وجل كعمل المهين
الدنيء ، ولكن اجتهد فعل الحريص الحفي اهـ ([19]) .
(6) حسن الخلق
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ : (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ) ([20]) .
قال أبو الطيب محمد شمس الدين آبادي رحمه الله تعالى :
وَإِنَّمَا أُعْطِيَ صَاحِب الْخُلُق الْحَسَن هَذَا الْفَضْل الْعَظِيم ؛
لِأَنَّ الصَّائِم وَالْمُصَلِّي فِي اللَّيْل يُجَاهِدَانِ أَنْفُسهمَا
فِي مُخَالَفَة حَظّهمَا , وَأَمَّا مَنْ يُحْسِن خُلُقه مَعَ النَّاس مَعَ
تَبَايُن طَبَائِعهمْ وَأَخْلَاقهمْ ، فَكَأَنَّهُ يُجَاهِد نُفُوسًا
كَثِيرَة ، فَأَدْرَكَ مَا أَدْرَكَهُ الصَّائِم الْقَائِم فَاسْتَوَيَا
فِي الدَّرَجَة ، بَلْ رُبَّمَا زَادَ اهـ ([21]) .
وحسن الخلق يكون بتحسين المعاملة مع الناس وكف الأذى عنهم .
إن المرء لم يُعط بعد الإيمان شيئا خيرا من خلق حسن ، ولقد كان النبي r يسأل ربه عز وجل أحسن الأخلاق ، حيث روى جابر بن عبد الله t أن النبي r كان إذا استفتح الصلاة كبر ثم قال : (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق ، لا يقي سيئها إلا أنت) ([22]) .
وكذلك يفعل r كلما نَظَرَ في المِرآة ، حيث روى ابن مسعود t قال : كان رسول اللّه r إذا نظر في المرآة قال : (اللهم كما حسنت خَلْقِي فحسن خُلُقِي) ([23]) .
وصاحب الخلق الحسن من أحب الناس إلى رسول الله r وأقربهم إليه مجلسا يوم القيامة ، روى لنا ذلك جابر t أن رسول الله r قال : (إن من أحبكم إلي ، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؛ أحاسنكم أخلاقا) ([24]) .
وسيجعل الله عز وجل لصاحب الخلق الحسن قصرا في أعلى الجنة ؛ لعظم ثوابه وتكريما له ؛ لما رواه أبو أُمَامَةَ الباهلي t أن رسول الله r
قال : (أنا زَعِيمٌ ببيت في رَبَضِ الجنة لمن ترك الْمِرَاءَ وإن كان محقا
، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة
لمن حَسَّنَ خُلُقَهُ ) ([25]) .
وينبغي أن لا يكون حسن خلقك مقصورا
على الأباعد من الناس فقط وتنسى أقرب الناس إليك ، وإنما أن يمتد أيضا إلى
والديك وأفراد أسرتك ، فبعض الناس تراه مرحا وسيع الصدر ودمث الأخلاق مع
الناس ولكنه على خلاف ذلك مع أهله وأولاده .
(7) السعي في خدمة الأرملة والمسكين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ r
: (السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ ؛ كَالْمُجَاهِدِ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ) ([26]) .
ويمكن أن تكسب هذا الثواب الجزيل ، لو سعيت في خدمة فقير ، فقدمت أوراقه لجمعية خيرية مثلا ليدرسوا حالته ويعطوه حاجته .
كما يمكن أن تكسب هذا الثواب العظيم
، لو سعيت في خدمة أرملة ، وهي التي مات عنها زوجها ، فتقضي حوائجها ،
وهذا ليس بالأمر العسير ، لأنك لو فتشت في أهل قرابتك ستجد البعض ممن مات
عنها زوجها من عمة أو خالة أو جدة ، فبخدمتها وشراء حاجياتها تكسب ثواب
الجهاد أو قيام الليل .
(8) المحافظة على بعض آداب الجمعة
عن أوْس بْن أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ t قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r
يَقُولُ : (مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ بَكَّرَ
وَابْتَكَرَ ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ ، وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ ،
فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ ؛
أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا) ([27]) .
فخطوة واحدة إلى الجمعة ممن أدى هذه
الآداب لا يعدل ثوابها قيام ليلة أو أسبوع أو شهر ، وإنما يعدل سنة كاملة ،
فتأمل في عظم هذا الثواب .
وهذه الآداب تتمثل في الاغتسال ليوم
الجمعة والتبكير والمشي إليها ، والدنو من الإمام ، وعدم الابتعاد إلى
الصفوف الأخيرة ، وحسن الاستماع للخطبة ، وعدم العبث واللغو .
ولنعلم أن أي عبث أثناء الخطبة
يُعدُّ لغوا ، ومن لغا فلا جمعة له ، فمن مس الحصى فقد لغا ، ومن قال صه
فقد لغا : أي من قال لصاحبه أو ابنه الصغير : اسكت فقد لغا ، ومن عبث
بسبحته أو جواله أو بأي شيء أثناء الخطبة فقد لغا .
فلا ينبغي التفريط بآداب الجمعة البتة كي لا تخسر هذا الثواب العظيم الذي سيثقل ميزانك كثيرا ، ويمنحك ثواب قيام سنوات كثيرة .
(9) رباط يوم وليلة في سبيل الله عز وجل
روى سلمان الفارسي t قال : سمعت رسول الله r يقول : (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأُجري عليه رزقه ، وأمِنَ الفتَّان) ([28]) ، والفتَّان هو فتنة القبر .
(10) أن تنوي قيام الليل قبل النوم
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ t ، يرفعه إلى النبي r
قَالَ : (مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي مِنْ
اللَّيْلِ ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى أَصْبَحَ ، كُتِبَ لَهُ مَا
نَوَى ، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ) ([29]) .
أرأيت أهمية النية وأنها تجري مجرى
العمل ؟ لذلك ندرك خطورة من ينام وهو لا ينوي أداء صلاة الفجر في وقتها ،
وإنما تراه يضبط المنبه على وقت العمل أو المدرسة ، فهذا إنسان مصر على
ارتكاب كبيرة من الكبائر ، فلو مات عليها ساءت خاتمته عياذا بالله .
أما من نوى قيام الفجر وبذل أسباب ذلك ثم لم يقم ، فلا لوم عليه ؛ لأنه ليس في النوم تفريط ، وإنما التفريط في اليقظة .
(11) أن تُعلِّم غيرك الأعمال التي ثوابها كقيام الليل
فإن تعليمك
الناس للأعمال التي ثوابها كقيام الليل وسيلة أخرى تنال بها ثواب قيام
الليل ، فالدال على الخير كفاعله ، فكن داعية خير وانشر هذه المعلومات تكسب
ثوابا بعدد من تعلم منك وعَمِلَ به.
- samarملكة EDUMEDIA
- رسالة sms :
اسم الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 952
عدد المواضيع : 1044
تاريخ التسجيل : 03/10/2010
العمل/الترفيه : love edumedia
المزاج : والله ما انا عارفة
تعاليق : لكـــــــــــى الله ياقدس
رد: أعمال ثوابها كقيام الليل
السبت 11 يونيو 2011 - 21:07
- ابتساممديرة EDUMEDIA
- رسالة sms :
اسم الدولة : الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 1056
عدد المواضيع : 1388
تاريخ الميلاد : 22/11/1988
تاريخ التسجيل : 27/06/2010
العمر : 36
المزاج : الحمد لله على كل حال
رد: أعمال ثوابها كقيام الليل
السبت 11 يونيو 2011 - 21:30
- toka mohamedأميرة EDUMEDIA
- رسالة sms :
اسم الدولة : الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 535
عدد المواضيع : 689
تاريخ الميلاد : 10/04/1997
تاريخ التسجيل : 10/11/2010
العمر : 27
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : ممتاز
تعاليق : I LOVE EDUMEDIA
رد: أعمال ثوابها كقيام الليل
الأحد 12 يونيو 2011 - 11:01
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى